المعالجة الصحفية لحريق القاهرة
تغطية الصحف لأحداث الحريق
أولا: المقطم:
· استنكرت (المقطم) ما روعت به مصر من أحداث مؤسفة موجهة إلى قلب مصر كنتيجة لتدهور العلاقات البريطانية المصرية، وأضافت أن كوارث السبت (كما أسمتها) التي تسببت في تردي سمعة مصر المالية في الخارج، مما أدى إلى هروب رؤوس الأموال الأجنبية، هي عار في جبين مصر "وانتحار قومي من أحقر صنف لأنها أزهقت أرواح كثيرين من المصريين، وأحرقت كنوزا كانت تؤلف جزءا من الثروة القومية، وأبادت حاجيات كان اختفاؤها من السوق سببا من أسباب ارتفاع أسعار مثيلاتها في محال أخرى، وشردت كثيرين من أرباب الأسر وأساءت إلى سمعة مصر في الخارج إساءة بليغة، فكأننا معشر المصريين سللنا خنجرا مسموما أعطيناه بأنفسنا إلى العالم الغربي ليجرحنا به، ونهضتنا وكرامتنا، بما لم يقم عليه أي سلاح أخر".
· قالت (المقطم) أن الصحف الأجنبية استغلت هذا الحادث وشنت حملة للتعريض بمصر مثلما استغلت حادث حرق كنيسة السويس الذي وصفته الجريدة "بأنه كان عملا أهوج من أعمال الانتحار القومي التي تلقته صحف الغرب لتنهش في أعراض الوحدة القومية المصرية وتظهر مصر بمظهر الوحشية في العالم".
· طالبت الجريدة باتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة ذلك حتى يعرف العالم "إن الحادث الإجرامي الذي رزئت به القاهرة في يوم السبت الفائت إنما كان عملا طائشيا شاذا عليه فئة من المجرمين واقترحت أن يصدر وزير الداخلية بيانا يؤكد فيه للأجانب أن مصر لا تضمر لهم إلا كل خير ولا تعاملهم إلا كما تعامل أبناءها".
· كما طالبت "بعدم التهاون مع كل من تثبت مسئوليته عن حوادث القاهرة سواء باعتباره مشتركا فيها أو باعتباره مقصرا عن أداء واجبه تقصير أدى إلى هذه الكارثة وإصلاح ما نتج عنها"، وقد قسمت المسئولية عن هذه الحوادث إلى ثلاث فئات "فمن متطرفين يؤمنون بالعنف، ومن جائعين يغلي الحقد في نفوسهم على كل مظهر من مظاهر الترف، ومن لصوص وعابثين بالأمن، وهؤلاء يجب اجتثاث جذورهم من مصر".
· اعتبرت (المقطم) الروتين خيانة عظمى؛ لأنه كان السبب وراء امتداد الحريق؛ لأن الاتصالات التي تمت بغرض إنزال الجيش إلى القاهرة ذهبت سدى لإهمال وتباطؤ الموظفين، وفي الوقت الذي طالبت فيه باستعمال الشدة لمعاقبة مرتكبي الحريق، دعت إلى عدم اليأس والاستسلام لأن القاهرة ستظل بخير طالما أبقى أهلها على إيمانهم القوي.
رأت (المقطم) أنه من الصعب تقديم الخسائر التي لحقت بالمحال التجارية، إلا أنه كان واضحا أن "أكبر ضرر قد وقع على محال البيع بالتجزئة في وسط القاهرة في شارع فؤاد