حزب الوفد
نشأة الحزب
· عقب اندلاع الحرب العالمية الأولى سنة ١٩١٨، تم وضع مصر تحت الحماية البريطانية، وظلت كذلك طوال سنوات الحرب إلى أن عقدت تركيا الهدنة مع بريطانيا وحليفاتها، في آخر أكتوبر ١٩١٨، وفي ١١ نوفمبر ١٩١٨ أعلنت الهدنة العامة بين الدول المتحاربة.
· عقب الحرب تمثلت زعامة الحركة الوطنية في سعد زغلول، ومعه زملاؤه في الجمعية التشريعية، وأخذ سعد زغلول على تأليف جماعة أو هيئة للمطالبة بحقوق مصر في الحرية والاستقلال وإقامة حكم نيابي سليم.
· في ١٣ نوفمبر ١٩١٨، ثلاثة من أعضاء الجمعية التشريعية، هم سعد زغلول وعلي شعراوي وعبد العزيز فهمي، بمقابلة المندوب السامي البريطاني "السير ريجنلد ونجت" مطالبين بالاستقلال، وإلغاء الأحكام العرفية والرقابة المفروضة على الصحف وسائر المطبوعات.
· عقبت تلك المقابلة مقابلة أخرى للأعضاء الثلاثة مع حسين رشدي رئيس الوزراء ووزير الداخلية وقتها، والذي أيّد مسعاهم. وبدأ تنفيذ ما اتفق معهم عليه وهو سفر وفدين إلى لندن أحدهما رسمي برئاسة حسين رشدي، والآخر شعبي برئاسة سعد زغلول، على أن يساند كل منهما الآخر. ووافق السلطان أحمد فؤاد الأول على سفر رئيس الوزراء وعدلي يكن وزير المعارف العمومية إلى لندن، لبحث مستقبل مصر السياسي مع الحكومة البريطانية.
· أبدى المندوب السامي البريطاني، لرئيس الوزراء المصري، دهشته من تحدث سعد زغلول بالنيابة عن الأمة المصرية كلها دون أن يكونوا متمتعين بهذه الصفة بشكل رسمي ولكن جاء رد حسين رشدي عليه بأنهم فعلا أعضاء بالجمعية التشريعية وممثلين عن الأمة المصرية.
· عندما علم سعد زغلول بذلك جاءته فكرة لتحقيق مراده بتأسيس هيئة تسمى الوفد المصري، مهمتها المطالبة باستقلال مصر والمطالبة بحقوق الشعب المصري، على أن يقوم بجمع توكيلات من أفراد الشعب توكِّل للوفد المصري التحدث باسم الشعب المصري.
وبالفعل صدّق أعضاء الوفد على قانونه يوم ١٣ نوفمبر ١٩١٨.
· نص قانون الوفد على أن اسمه "الوفد المصري"، ومهمته هي السعي بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجد للسعي سبيلاً في استقلال مصر استقلالاً تامًا، وأن يستمد قوته من رغبة أهالي مصر التي يعبرون عنها رأسًا أو بواسطة مندوبيهم بالهيئات النيابية، وأن للوفد أن يضم إليه أعضاء آخرين مراعيًا في انتخابهم الفائدة التي تنجم عن اشتراكهم معه في العمل.
· نصت المادة الأخيرة من قانون "الوفد المصري" على أن يعيَِن الوفد لجنة تسمى باللجنة المركزية للوفد المصري، يختار أعضاءها من ذوي المكانة والغيرة، وتكون مهمتها جمع التبرعات على ذمة الوفد ومراسلة الوفد بما يهم من الشئون الخاصة بمهمته.