حريق القاهرة "تاريخيًا"
واحترقت القاهرة
مقدمات الحريق:
· أذاعت وزارة الداخلية، يوم الجمعة ٢٥ يناير ١٩٥٢، أنباء مجزرة الإسماعيلية التي حدثت في ذلك اليوم، وما وقع فيها من عدوان الإنجليز ووحشيتهم، وعندما قرعت هذه الأنباء أسماع أهل العاصمة والأقاليم، وجموا لها، وازداد سخط المواطنين على فظائع السياسة البريطانية، وباتوا يتوقعون رد الحكومة على هذا العدوان الأثيم.
· تجمع في مطار القاهرة الدولي، صبيحة يوم السبت ٢٦ يناير ١٩٥٢، عمال المطار وجنوده وموظفوه المدنيون، وكلهم مصريون، حول أربع طائرات كبيرة لشركة الخطوط الجوية البريطانية، وقد تملكهم روح السخط والاحتجاج على ما وقع في الإسماعيلية، ومنعوا نزول الركاب من الطائرات، وكان عددهم يزيد على المائة، كلهم من الأجانب من مختلف الأقطار، كما منعوا تزويد الطائرات بالوقود، وحالوا دون استئنافها السفر، وحاول بعضهم إضرام النار فيها.
· أبلغ هذا الحدث في حينه، إلى المسئولين بوزارة الداخلية، فأوفدوا إلى المطار ضابطا كبيرا، حاول إقناع المتجمهرين في المطار بالإقلاع عن موقفهم، لما قد يترتب عليه من عواقب دولية وخيمة، فاقتنعوا وعادوا إلى عملهم، وأقلعت الطائرات مستأنفة رحلتها، ومع ذلك لم تتعظ الوزارة بهذا الحادث، ولم تأخذ للأمر عدته.
· تمرد جنود بلوكات النظام في ثكناتهم بالعباسية، صباح يوم ٢٦ يناير، وامتنعوا عن القيام بما كلفوا به من الذهاب إلى الجهات المتخصصة لهم لحفظ الأمن بالعاصمة، وخرجوا يحملون أسلحتهم، في مظاهرة شبه عسكرية، وكانت حجتهم التي تذرعوا بها للقيام بهذه المظاهرة سخطهم على ما أصاب زملاءهم بالإسماعيلية، ولكن كان هناك سبب أخر دعاهم إلى هذا التمرد ولم يعلنوه، وهو أنه كانت لهم شكوى سابقة من وقف صرف بدل الطوارئ إليهم.
· أبلغت هذه الشكوى من رؤسائهم إلى فؤاد سراج الدين وزير الداخلية، الذي أشار بحفظها، وظل هذا البدل محبوسا عنهم لمدة ثلاثة أشهر.
· اتجهت هذه المظاهرة من العباسية إلى الأزهر، ثم إلى ميدان العتبة الخضراء، ومنه إلى ميدان الإسماعيلية (التحرير)، فالجيزة، ثم اتجهوا إلى جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة)، وهناك اختلطوا بالطلبة، وتبادلوا معهم شعور السخط والهياج، وسار الجميع في موكب المظاهرة متجهين إلى وسط البلد.
أخذت مظاهرات عدة تتدفق على ميدان عابدين (الجمهورية الآن)، ومنه إلى رئاسة مجلس الوزراء، والتقت هذه المظاهرات بمظاهرة جنود بلوكات النظام وطلبة الجامعة، ووصل