أفرزت الحرب العالمية الثانية قوى جديدة حاولت إزاحة مثيلاتها القديمة والحلول محلها، ويمكن رصد ما أصاب تمثيل مصر مع القوى القديمة التقليدية في أعقاب الحرب وحتى سقوط الملكية في مصر، ثم نرصد إفرازات الحرب الجديدة التي اتخذت لاستعمارها فلسفة جديدة اعتمدت على الدعاية والاقتصاد.
القوى التقليدية:
١) بريطانيا:
· - مع نهاية الحرب، في ١١ نوفمبر ١٩٤٤، تم تعيين (عبد الفتاح باشا عمرو) مندوبا فوق العادة ووزيرا مفوضا من الدرجة الأولى في لندن، بدلا من (حسن باشا نشأت) الذي أقيل بعد اقترانه بزوجة لا تحمل الجنسية المصرية.
· - حصل عمرو باشا على لقب سفير في أغسطس عام ١٩٤٥، وكان دائما يحاول التأثير على قرارات الملك فاروق لصالح السفارة البريطانية، فأدى ذلك إلى أن وصفه (طه حسين) بأنه "يصلح سفيرا لبريطانيا في مصر أكثر مما يصلح سفيرا لمصر في بريطانيا".
· - عندما ألغت مصر معاهدة التحالف عام ١٩٥١ لم تعترف بريطانيا بذلك الإلغاء وعدته غير قانوني على اعتبار أنه غير قانوني، وحدثت اشتباكات بين القوات البريطانية من جانب، والفدائيين والبوليس من جانب آخر في منطقة القناة في شهري نوفمبر وديسمبر من نفس العام، ثم قرر مجلس الوزراء في ١١ ديسمبر استدعاء (عبد الفتاح باشا عمرو)، سفير مصر لدى المملكة المتحدة، احتجاجا على اعتداءات القوات البريطانية في منطقة القناة فتولى منصب المستشار الخاص للملك للشئون الخارجية "ندبا" في ٢٥ ديسمبر ١٩٥١ مع احتفاظه بمنصبه الأصلي.
· - تم توقيع أوصياء العرش في أخر شهر أغسطس ١٩٥٢ على إحالة الأستاذ (عبد الفتاح عمرو) إلى المعاش، وتعيين الأستاذ (محمود فوزي) سفيرا من لدن حضرة صاحب الجلالة (أحمد فؤاد الثاني) لدى بلاط صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث، ولم تعترض الدوائر الدبلوماسية البريطانية على قبول أوراق سفير مصر الجديد التي حملت لقب ملك مصر والسودان في مقابل تعهد مصر بمنح السودانيين بعد مرحلة الحكم الذاتي فرصة تقرير مصيرهم بإجراء استفتاء آخر.
· - يرجع تعيين (محمود فوزي) في سفارة لندن إلى رغبة (جمال عبد الناصر) في فتح باب المفاوضات مع بريطانيا، ولكن سرعان ما اكتشف عبد الناصر إلى احتياجه إلى فوزي في القاهرة كوزير للخارجية، ولذلك تم تعيين (عبد الرحمن حقي) سفيرا في يناير عام ١٩٥٣.
٢) فرنسا: