أحمد عبود
· أحمد عبود باشا أحد أعمدة الاقتصاد المصري في القرن العشرين، وهو أحد رجل اقتصاد دخل ساحته في قائمة العصاميين، فهو ابن رجل عادي من الطبقة المتوسطة كان يملك حماماً شعبيا في حي باب الشعرية وكان يساعد والده في إدارته حتى تخرج من المهندسخانة.
· عمل بعد تخرجه بأجر شهري خمسة جنيهات فقط في (وابورات تفتيش الكونت الفرنسي دي فونتارس بأرمنت)، وفصل منه بعد فترة ليعمل مع أحد مقاولي الطرق والكباري بفلسطين، وكان ينفذ بعض العمليات للجيش الإنجليزي. وأثنائها تعرف بمدير الأشغال العسكرية للجيش الإنجليزي ونشأت بين عبود وبين ابنة هذا الضابط الإنجليزي المهم قصة حب انتهت بالزواج.
· جاء التحول الكبير في حياة هذا المهندس الشاب حيث ترك العمل لدى المقاول واشتغل بالمقاولات وبمساعدة حميه أسندت إليه معظم أشغال الجيش الإنجليزي في فلسطين ومدن القناة حتى تكون لديه رأسمال استطاع به أن يشتري معظم أسهم شركة (نيوكرافت) للنقل بالسيارات بالقاهرة، ثم شركة بواخر البوستة الخديوية، حتى ظهر اسمه في عام ١٩٣٥ في ذيل قائمة أغنياء مصر أيامها.
· لقد أدى اندلاع الحرب العالمية الثانية (١٩٣٩-١٩٤٥) إلى ظهور طبقة جديدة من الأثرياء أطلق عليهم أغنياء الحرب، وكان عبود أحد أولئك الذين استفادوا من ظروف الحرب ليحقق كثير من ثروته الكبيرة من أرباح أسطول السفن الذي كان يملكه، وارتفاع أجور النقل ارتفاعا خيالياً. فاشترى معظم أسهم شركة السكر والتكرير المصرية التي كان يملكها رجل أعمال بلجيكي يدعى (هنري نوس) وعندما مات هنري أسندت إدارة الشركة إلى ابنه (هوج نوس)، ولكن عبود العضو البارز في مجلس إدارة الشركة استغل هذه الفرصة وأوعز لأصدقائه الإنجليز ليقوموا بتجنيد الابن رغم أنفه، وتم ذلك فعلاً ويذهب (هوج نوس) ليشارك في الحرب ولا يعود منها فقد قتل في إحدى المعارك وخلا الجو لعبود لينفرد بإدارة شركة السكر رئيساً والعضو المنتدب لها، وظل رئيساً لمجلس إدارتها حتى تم تأميمها في عام ١٩٦١.
وكانت لأرمنت عند أحمد عبود باشا هوى خاص، فاشترى تفتيش الكونت الفرنسي دي فونتارس (٦٠٠٠ فدان) الذي كان يعمل أجيراً فيه، واشترى أيضاً قصره بأرمنت (سراى عبود) والذي كان أحد قصور الخديوي إسماعيل والذي بناه لاستضافة الإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا أثناء زيارتها لافتتاح مصنعه بأرمنت الذي واكب افتتاحه افتتاح قناة السويس ١٨٦٩ وعاش فيه شقيقه مصطفي فاضل الذي بني مسجد أرمنت العتيق، وقد بني عبود في حديقته قصراً صممه مهندس إيطالي يعد من التحف المعمارية المميزة. تزوجت فيه ابنته (مونا) من المهندس المصري محمد علي حسين الذي رأس مصلحة الميكانيكا والكهرباء بوزارة الأشغال، وكان عضواً بمجلس إدارة شركة سيمنس الألمانية. امتدت إمبراطورية عبود باشا الذي أصبح أغنى أغنياء مصر إلى دائرة السياسة والرياضة أيضاً فقد كان رئيساً للنادي الأهلي من ١٩ فبراير ١٩٤٦ حتى ١٩ ديسمبر ١٩٦١