الوحدة بين مصر وسوريا
١ فبراير ١٩٥٨

عندما حصلت عدد من الأقطار العربية على استقلالها السياسي كان ذلك دافعاً قوياً لتصاعد الآمال بتجاوز مرحلة التجزئة الاستعمارية وإعادة تحقيق الوحدة العربية، تشكلت الجمهورية العربية المتحدة في فبراير ١٩٥٨ باتحاد مصر وسوريا، وهي المرة الأولي في القرن العشرين التي حاولت فيها دولتان عربيتان إقامة حكومة مشتركة . تحفظت القيادة المصرية في قبول الوحدة مع سوريا انطلاقا من أن تحقيق الوحدة ينبغي أن يسبقه إعداد قد يصل إلي عدة سنوات وذلك من أجل مصلحة الوحدة ذاتها، وبقدر ما اجتازت هذه الوحده طريقاً شاقاً ومؤامرات عديدة بالغة الخطورة عند تحقيقها فقد واجهت أيضاً بعد قيامها استمرارية تلك المؤامرات واشتداد العمل العدائي ضدها من الداخل والخارج وبالتالي لم يقدر لها البقاء والثبات حيث تم الانقلاب على هذه الوحدة والقضاء عليها يوم ٢٨ سبتمبر ١٩٦١م، ولقد قبلت مصر بالأمر الواقع ووافقت علي استعادة سوريا لعضويتها في الجامعة العربية وفي الأمم المتحدة كدولة مستقلة، بينما أبقي عبد الناصر علي تسمية الجمهورية العربية المتحدة كتسمية للدولة المصرية في إشارة منه إلي أنه رغم قبوله بالانفصال فإنه سيسعي لإعادة الوحدة مرة أخري علي أسس أكثر استقرارا وقوة .