تأسيس جامعة فاروق الأول بالإسكندرية
٦ أغسطس ١٩٣٩

كانت المدارس الثانوية تدفع بمعظم خريجيها إلي الجامعة، فقد اقتضي الأمر التوسع في التعليم الجامعي بما يتناسب والنمو المطرد في التعليم الثانوي، وكان علي جامعة فؤاد الأول ( القاهرة ) أن تضع الحلول المناسبة لذلك حيث أصبحت لا تتسع لقبول جميع المتقدمين بها وظهرت الحاجة إلى التوسع في التعليم الجامعي . فطلبت الدولة من الجامعة معالجة هذا الأمر بالتوسع في القبول، وزيادة أعداد الملتحقين بها من الطلاب، وهكذا التقت الفكرتان: فكرة التوسع في القبول التي تبنتها الدولة، فكرة الاحتفاظ بمستوي العملية التعليمية التي تبنتها الجامعة .

ومن ثم بدأ التفكير في إنشاء فرع للجامعة بالإسكندرية يكون امتدادا لها ونواة لجامعة مستقلة فيما بعد، مع الاحتفاظ بمستوي العملية التعليمية التي تبنتها الجامعة، فكان من اليسير أن يوافق مجلس جامعة فؤاد الأول في جلستيه المنعقدتين في الرابع وصادق مجلس الوزراء في السادس من أغسطس ١٩٣٨على قرار مجلس الجامعة . واعدت وزارة المعارف مشروع قانون جامعة الإسكندرية التي أطلق عليها اسم (جامعة فاروق الأول)، وكان الرأي أن تكون على غرار جامعة القاهرة (فؤاد الأول) حتى تحقق الاستفادة من تجارب الجامعة الأم .

وبدأت جامعة الإسكندرية في العام الجامعي ١٩٣٨/١٩٣٩ بكليتي الآداب والحقوق، وكانت تتبع في ذلك الوقت جامعة فؤاد الأول جامعة القاهرة الآن، ثم كليات الطب والعلوم والزراعة والتجارة، وفى العام الجامعي ١٩٤١/ ١٩٤٢ انشأ فرع لكلية الهندسة بالإسكندرية عام ١٩٤١ .

ويرجع الفضل في تنفيذ مشروع إنشاء الجامعة في الإسكندرية إلي علي باشا إبراهيم حينما عين مديرا لجامعة فؤاد الأول في الفترة من (الرابع عشر من سبتمبر ١٩٤١ إلي الثامن والعشرين من يناير ١٩٤٦) . وينبغي أيضا أن يسجل التاريخ الفضل للدكتور محجوب ثابت في إنشاء فرع جامعة فؤاد الأول بالإسكندرية، وكذا الدكتور محمد محفوظ، والعشرين والثلاثين من مايو عام ١٩٣٨ إنشاء فرعين لكليتي الحقوق والآداب بالإسكندرية.أثمرت جهود هؤلاء جميعا بالرغم من ظروف الحرب وأثرها علي الاقتصاد المصري، وتتويجا لكل الجهود السابقة في أغسطس ١٩٤٢ بصدور القانون رقم ٣٢ لعام ١٩٤٢، وفى تلك الفترة تم إضافة أربع كليات أخرى، وهى: كلية العلوم، والطب، والتجارة، والزراعة .

ونظراً للتوسع في التعليم العالي وتلبية لاحتياجات الشعب السكندري، فقد استقلت جامعة الإسكندرية عن جامعة فؤاد الأول وأصبح اسمها "جامعة فاروق الأول" بالإسكندرية
ظلت جامعة" فاروق الأول " تحمل هذا الاسم حتى قيام ثورة يوليو ١٩٥٢ حتى أصدر مجلس الوصاية علي العرش المرسوم بقانون رقم (٢٠٠) في السابع عشر من سبتمبر من العام نفسه الذي تنص مادته الثانية علي أن يطلق علي جامعة فاروق الأول اسم "جامعة الإسكندرية.