ثورة ١٩١٩
٩ مارس ١٩١٩

ثورة ١٩١٩ علامة بارزة ليس فقط في تاريخ النضال الوطني المصري بل في تاريخ الثورات الشعبية عمومًا، ولم يكن تأثيرها بمجمل الحياة السياسية والحزبية المصرية فقط بل امتد تأثيرها إلى خارج مصر وفاق تأثيرها ما خلفته الثورة العرابية.

على الرغم من أن نفي سعد زغلول كان بمثابة الفتيل الذي أشعل نيران الثورة فإن الشعب المصري كان قد وصل إلى درجة من الغليان امتدت أسبابها إلى ما قبل ذلك الحدث بسنوات، فعقب اندلاع الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٤، تم وضع مصر تحت الحماية البريطانية، وظلت كذلك طوال سنوات الحرب التي انتهت في نوفمبر عام ١٩١٨؛ أُرغم فقراء مصر خلالها على تقديم العديد من التضحيات المادية والبشرية. كما مثّل اضطراب وتفكك النظام الأوروبي نتيجة الحرب، إضافة إلى ما ارتبط بهذا من تفاقم القهر والاستغلال لشعوب المستعمرات، وقيام الثورة الروسية وما طرحته من إمكانية قلب الأنظمة السائدة، دوافع لتطور الحركات الوطنية في كثير من المستعمرات. ومن ثم فقد اندلعت ثورة ١٩١٩ في ظل موجة من الحركات الوطنية شملت الهند والصين وأيرلندا وبعض مناطق أمريكا اللاتينية.

لذلك فقد اتسمت ثورة ١٩١٩ بكونها ثورة شعبية تعبر عن الجماهير العريضة في البلاد، وأيضًا عن موجة غضب اجتاحت الشعوب المستعمرة و المقهورة، هو ما جعلها ترتبط بميلاد الحركات والتنظيمات المعبرة عنها وكانت الأحزاب تجسيدًا لهذه التنظيمات، كذلك فقد انتهت ثورة ١٩١٩ بإلغاء الحماية البريطانية على مصر، وإصدار تصريح ٢٨ فبراير ١٩٢٢ الذي اعترفت فيه بريطانيا باستقلال مصر من الناحية القانونية الأقرب منها إلي الشكلية، وصدور دستور١٩٢٣.