اشتراك مصر في حرب القرم
٢٤ يوليه ١٨٥٣

فى الثالث من يوليه عام ١٨٥٣ أغارت القوات الروسية على ولايتى " مولدافيا" و "لاشيا" التابعتين للدولة العثمانية آنذاك بحجة حماية الأراضى المقدسة فى فلسطين والكنيسة اليونانية .فقرر السلطان العثماني عبد المجيد وضع الجيش العثماني فى حالة التأهب القصوى لمواجهة هذا الاعتداء على سيادة الإمبراطورية العثمانية وفى الوقت نفسه طلب من عباس الأول والى مصر إرسال قوة مصرية للمعاونة فى الحرب .

فبادر عباس بتشكيل حملة مصرية كلفت بالقتال إلى جانب الجيش العثماني فى حربه ضد روسيا . وأبحرت الحملة من ميناء الاسكندربة فى شهر يوليه ١٨٥٣ وبالتحديد يوم ٢٤ يوليه أى بعد الهجوم الروسى بـ ٢١ يوما أى أن استجابة عباس لطلب السلطان العثماني استغرقت أقل من ثلاثة أسابيع لإعداد هذه الحملة البرية والبحرية الكبيرة .
ووصلت الحملة إلى الأستانة يوم ٢٠ أغسطس أى بعد ٢٨ يوما وتم نقل القوات البرية بعد انتهاء مراسم الاستقبال إلى "قارنا " على البحر الأسود فى عبارات ومنها توجهت إلى حدود الروم ايلى على نهر الدانوب فى باباداغ – سيلسترى .واتسع نطاق الحرب عندما أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا الحرب على روسيا و انضمامها إلى الدولة العثمانية فى ٢٧ مارس ١٨٥٤م .

وخلال شهر مايو ١٨٥٤ قرر المارشال الروسى باسكيفيتش الهجوم على طابية العرب بقوة تضم ٤٠ ألف رجل و١٤٤ مدفع ميدان وكانت الحامية المصرية تضم ٢٢ ألف رجل و٢٤ مدفع ميدان .بدأ الهجوم الأول فى فجر يوم ٢٠ مايو وتمكنت الحامية المصرية من صده ثم كرر الروس المحاولة فى يوم ٢١ مايو وانتهت أيضا بالفشل وفى يوم ٢٨ مايو تمكن الروس من اجتياز الخندق العميق المحيط بالحصن فى بداية الهجوم الثالث وراحوا يتسلقون حوائطه إلا أن الحامية المصرية نجحت فى صد المهاجمين ففشل الهجوم الروسى الثالث وخسر الروس ٢٠٠٠ قتيل وجريح فى الوقت الذى خسرت فيه الحامية المصرية ٦٨ شهيد و١٢١ جريح .

ووصلت تعزيزات تركية لطابية العرب وقرر القائد العثمانى شن هجوم كبير على الجناح الأيمن للروس .
فقرر قائد القوات الروسية الجنرال سلفان الهجوم على طابية العرب معتقدًا أنها قد خلت من القوات فقام على رأس الفرقة الثامنة بشن هجوم كاسح ونجحت القوات الروسية فى اقتحام الخندق العميق المحيط بالحصن ودار قتال متلاحم إلا أن الحامية المصرية حملت على المهاجمين حملة شديدة فاضطرت القوات الروسية إلى الانسحاب عقب تولى محمد سعيد حكم مصر واصل حرب القرم التي بدأها سلفه عباس حلمي الأول فأرسل ابتداء من ١٩ أكتوبر ١٨٥٤ نجدة بقيادة أحمد باشا المنكلي إلى الجيش المصري المرابط هناك تكونت من ١٤٩٧٦ مقاتلا و٣٦ مدفعًا.

أكتمل عدد هذه القوات في الآستانة في أوائل عام ١٨٥٥، وسافرت في ٤ إبريل ١٨٥٥ إلى ميادين القتال. انتهت حرب القرم بفوز الدولة العثمانية وحلفائها فرنسا وإنجلترا ومملكة بيدمونت (إيطاليا) ومصر، على الروس وأبرم الصلح في مؤتمر باريس في ٣٠ مارس ١٨٥٦ وقد سلمت فيه روسيا بمطالب المنتصرين.