الحركات السياسية والوطنية

شهدت مصر على مدى تاريخها الحديث العديد من الحركات السياسية والوطنية ابتداءً من العرابيين وكفاحهم ضد الاحتلال البريطاني والمعارك التي خاضوها ضد العرابيين انتهاءً بمحاكمة عرابي وزملائه.

ثم شهدت مصر فترات أخرى من الحماس الوطني على يد الزعيم الوطني مصطفى كامل الذي تصدى للاحتلال، بدأ جهاده الفعلي بالاحتجاج على اللورد كرومر ثم توجه بدعوته لحركة الجهاد الوطني إلى ألمانيا والعديد من الدول الأوروبية.

حمل محمد فريد عبء الزعامة بعد مصطفى كامل، فقد عارض سياسة الوفاق بين الخديوي عباس حلمي الثاني والمعتمد البريطاني السير "غورست"، و تزعم مبدأ وجوب الجلاء، وتصدى لباقي الأحزاب التي رفضت فكرة الجلاء وأمنت بالمهادنة والسلام. ظل محمد فريد يحارب الإنجليز وأنشأ في جنيف جريدة أسبوعية بالفرنسية أسماها "صدى مصر". وفي أكتوبر ١٩١٧ تقدم بمذكرة إلى الدول المحاربة المحايدة في الحرب العالمية الأولى طالبًا إقرار مبدأ استقلال مصر عند انعقاد مؤتمر الصلح.
كانت ثورة ١٩١٩ علامة بارزة ليس فقط في تاريخ النضال الوطني المصري بل في تاريخ الثورات الشعبية عمومًا، ولم يكن تأثيرها بمجمل الحياة السياسية والحزبية المصرية فقط بل امتد تأثيرها إلى خارج مصر وفاق تأثيرها ما خلفته الثورة العرابية.

وبالنسبة لمعاهدة ١٩٣٦ فقد بدأت المفاوضات في القاهرة في ٢ مارس ١٩٣٦ بقصر الزعفران، ثم استمرت في الإسكندرية منذ أواخر يوليه بقصر أنطونيادس، وانتهت بوضع مشروع المعاهدة التي وقعت في لندن بقاعة (لوكارنو) التاريخية بوزارة الخارجية البريطانية يوم ٢٦ أغسطس ١٩٣٦ ثم جاء قانون رقم ١٧٥ لسنة ١٩٥١
بإنهاء العمل بأحكام معاهدة ٢٦ أغسطس سنة ١٩٣٦ وملحقاتها. وقد دخلت القضية الوطنية في مأزق بعد فشل كل المباحثات لإعادة النظر في معاهدة ١٩٣٦ وقيام الحكومة المصرية بإلغائها في ١٩٥١. ومع ثورة٢٣ يوليو ١٩٥٢ بدأت صفحة جديدة من تاريخ مصر ونظامها السياسي.