التعليم

قام محمد على بوضع أولي لبنات التعليم الحديث في مصر على الرغم مما لاقاه من صعوبات بالغة ومن هنا انشأ نظام التعليم الحديث في مراحله الابتدائية والتجهيزية والخصوصية كما نشر المدارس المختلفة لتعليم أبناء الشعب المصري ومنها المدارس الحربية و مدارس الموسيقي العسكرية وغيرها من المدارس ، أيضا كان هناك العديد من المدارس الأخرى مثل مدرسة الألسن ومدرسة الولادة ومدرسة الطب أو مدرسة القصر العيني ومدرسة الطب البيطري ومدرسة الزراعة وغيرهم من المدارس، كما عمد إلي إيفاد البعثات التعليمية إلي الخارج لعجز الأزهر علي توفير موظفين أكفاء في التجارة والصناعة والزراعة .

حاول أبناء محمد على أن يسلكوا مسلكه في محاولة اللحاق بالحضارة الأوروبية، فقد شهدت البلاد في عهد الخديوي إسماعيل باشا نهضة تعليمية. كان أول مشروع فكري ظهر في مصر هو مشروع علي مبارك (١٨٦٧ ) والمسمي بلائحة رجب ( ١٢٨٥ هـ ) ، ثم أنشأ مدرسة المعلمين ( دار العلوم ) عام (١٨٨٠) لتزويد المدارس بصفوة من معلمي اللغة العربية وفي عام ١٩٠٨ افتتحت الجامعات الأهلية .

جاء دستور ١٩٢٣ الذي نص علي أن " التعليم الأولي إلزامي للمصريين بنين وبنات " وقد صدر مرسوم بقانون بإنشاء الجامعة الحكومية باسم " الجامعة المصرية " عام ١٩٢٥ مكونة من كليات أربع هي الآداب والعلوم والطب والحقوق ، وتوالي إنشاء الجامعات بعد ذلك "جامعة الإسكندرية" (١٩٤٢ ) جامعة عين شمس ١٩٥٠ ) جامعة أسيوط ( ١٩٥٧ ) . ثم توالت الجامعات الإقليمية هذا بالإضافة إلي جامعة الأزهر التي أنشئت عام ١٩٣٠ .

اهتم طه حسين بتطوير برامج التعليم ومجانيته وطالب بالاهتمام بتدريس اللغة العربية والتاريخ المصري والتربية في المدارس ، كما طالب بالتوسع في إنشاء الجامعات، وبعد ثورة ٢٣ يوليو أرست الدولة مبدأ " ديمقراطية التعليم " مما أتاح التعليم لجميع فئات الشعب بالمجان في جميع مراحله .

منذ عام ١٩٥٧ ارتبطت إستراتيجية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر بالتعليم ثم جاء دستور ١٩٧١ في مادته الثامنة عشر مؤكدا على أن التعليم هو حق تكفله الدولة ، وهو إلزامي في المرحلة الابتدائية وتعمل علي مد الإلزام إلي مراحل أخري . وتشرف الدولة علي التعليم كله وتكفل استقلال الجامعات ومراكز البحث العلمي ، وذلك كله بما يحقق الربط بينه وبين حاجات المجتمع والإنتاج .