الدواوين والنظارات والوزارات

تلعب النظارات والوزارات المصرية دورًا هامًا وخطيرًا في حياة مصر السياسية، فهي تتدخل بشكل كبير لتسيير أمور مصر في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكذلك على المستوى الداخلي والخارجي، فنجد وزارة الخارجية، وزارة الداخلية، وزارة الزراعة، وزارة التجارة والصناعة، وزارة التضامن الاجتماعي، وزارة الأوقاف، وزارة الثقافة، وزارة التربية والتعليم، وزارة الإعلام.... إلخ، على اختلاف مسمياتهم على مدار التاريخ المصري، لذلك حرصت مكتبة الإسكندرية من خلال موقعها "ذاكرة مصر المعاصرة" على التوثيق الكامل والدقيق للنظارات والوزارات المصرية بداية من نظارة نوبار باشا، وهو أول رئيس نظار في التاريخ المصري الحديث، والتي تشكلت عام ١٨٧٨، وحتى وزارة محمد أنور السادات الثالثة والأخيرة والتي انتهت باغتياله في ٦ أكتوبر عام ١٩٨١.

يشتمل الجزء الخاص بالنظارات والوزارات المصرية على ثلاث جوانب، الجزء الأول يضم الوثائق الخاصة بالتشكيلات الوزارية لرؤساء الوزراء وللوزراء، الجزء الثاني يضم الصور الخاصة بالوزراء، أما الجزء الثالث فيضم السير الذاتية الخاصة بهم.
فيما يخص الوثائق الخاصة بالتشكيلات الوزارية فهي تضم مجموعتان مجموعة تضم رؤساء الوزراء، ومجموعة أخرى تضم الوزراء، وهذه المجموعة الأخيرة تتناول كل وزير على حدة والوزارات التي تولاها وعدد مرات توليه سواء كانت نفس الوزارة أو وزارات مختلفة. تضم وثائق التشكيلات الوزارية قرارات تشكيل الوزارات وتعديلها واستقالاتها، وقرارات مجلس النظار أو الوزراء فيما يختص بتحركات الوزراء خلال كل تشكيل، وكذلك إنشاء وتعديل ورصد أي تغيير يطرأ على البنية الأساسية لها من إدماج أو فصل أو إلغاء، فضلاً عن تغيير المسميات والاختصاصات.

وقد اختلفت التشكيلات الوزارية خلال تلك الفترة تبعًا لتغير نظام الحكم والخلفية السياسية للأمور في مصر، فبعد أن كان مصدر الأوامر هو الخديوي أو السلطان ومن بعدهما الملك، أصبح في ظل الجمهورية تارة مجلس قيادة الثورة أو رئيس الجمهورية تارة أخرى، وكان من الملاحظ قبل قيام الثورة صدور خطاب بالتكليف من رئيس النظام إلى أحد المسئولين بإجراء التشكيل الوزاري، ويرد هذا المسئول بخطاب آخر بالقبول، ثم يعرض التشكيل الوزاري، ويرد هذا المسئول بخطاب آخر بالقبول، ثم يعرض التشكيل المقترح ثم يصدر أخيراً الأمر باعتماد التشكيل، ولكن في النظام الجمهوري لم تُتبع هذه الإجراءات، ويلاحظ أيضاً كثرة تغيير الوزارات والتعديلات، بعكس طول فترات الوزارات قبل الثورة، باستثناء الوزارات الأخيرة قبيل الثورة، فجاءت التشكيلات الوزارية وكأنما هي تعديلات وزارية في مسار التشكيلات الأصلية.

كما ظهر نوع جديد من الوزارات لتواكب قيام الوحدة بين مصر وسوريا كالوزارات المركزية والوزارات التنفيذية، فضلاً عن كثرة إنشاء وزارات الدولة تارة بدون مسمى أو اختصاص واضح، وأخرى يزدوج مع اختصاص وزارات قائمة.
أما الجزء الثاني والذي يضم الصور الخاصة بالوزراء، فهناك مجموعة تضم الصور الشخصية الخاصة برؤساء الوزراء الذي تولوا رئاسة الوزارة خلال تلك الفترة، وكذلك مجموعات أخرى تضم الصور الشخصية الخاصة بوزراء الري ووزراء الداخلية ووزراء الزراعة ووزراء الصحة ووزراء المالية، هذا بالإضافة إلى عدد كبير من الألبومات، تتناول كل منهم وزير من الوزراء أثناء اجتماعاته بالوزراء أو لقاءاته بشخصيات هامة أو زياراته لأماكن داخل مصر أو خارجها أو في مكتبه أو وسط أسرته، فهي تُعد نوع من أنواع التوثيق المصور لحياة الوزير، فعلى سبيل المثال توجد على الذاكرة مجموعة الصور الخاصة بسعد زغلول، مجموعة الصور الخاصة بمحمود فهمي النقراشي، مجموعة الصور الخاصة بأحمد ماهر، مجموعة الصور الخاصة بعائشة راتب.....إلخ.
نأتي للجزء الثالث والأخير والخاص بالسير الذاتية لرؤساء الوزراء والوزراء، وتتناول السيرة الذاتية ميلاد الوزير ونشأته وتعليمه، الشهادات الحاصل عليها، المناصب التي تقلدها، الوزارات التي تولاها وتاريخ توليه الوزارة، أهم أعماله وانجازاته سواء كانت داخل وزارته أو في الحياة العامة، وقد تشتمل السيرة الذاتية على أهم مؤلفات الشخص وهواياته، وأخيرًا تاريخ وفاته.